إن دعوة الطفل وتوجيهه تبدأ منذ نعومة أظافره بالحكمة والتبصر بدقائق الأمور بحسب المراحل العمرية تبعا لدرجة إدراكه وتعقله، فالآباء أقرب الناس إلى أبنائهم وكلما توطدت العلاقات بينهم كلما كان التوجيه والنصح مثمرا وبذلك تسهل معالجة المشاكل ذات الجذور البعيدة في النفس بتحين الفرص المناسبة، فتقديم النصيحة جملة واحدة واعتبار الأمر م**هيا لا يجدي نفعا، بل بالتوضيح وتبسيط الأمور وزيادة النصح والتريث عوض ردود الأفعال السريعة الا**قامية التي قد تترك آثارا واضحة على أجسام أبنائنا حيث نحس بالندم بعدها غالبا، لكنه لا ينفع حينئذ، دون أن **راجع عن تكرار ذلك مرات أخرى مستسلمين للغضب جراء جل السلوكات السلبية.
إن اختيار الفرصة المناسبة والوقت المناسب والطريقة الملائمة والقدر الكافي أشياء مهمة وأساسية نستحضرها إثر قيامنا بدور المربي، كوقت اللعب مع الابن وفرصة ارتياحه لك وتتبعه حركاتك وانسجامه معك وأ** تلاعبه، وقبوله سماعك وتتبع توجيهاتك لحظة تفتح أمامك أبواب المبادرة والشروع في التوجيه ويمكن جعل الإقلاع عن العادات السيئة شرط تكرار اللعبة والزيادة في مدتها، أيضا فترات الخروج إلى الم**زهات أو فترة الأكل أو عند سرد الحكايات قبل النوم أو في الوقت الذي نخصصه لمحاورة الابن كل يوم.
إن ما يجب أن **أكد منه أن سلوكيات أبنائنا السيئة هي بمثابة أمراض سلوكية تتطلب منا البحث عن الداء لإيجاد الدواء الملائم وإعطاء الجرعات الكافية حتى يزول المرض، وقد يتطلب منا التماثل للشفاء نفسا طويلا وزيادة في الجرعات، على أن حضور الرفق في الوصفة الطبية مهم جدا وأساسي يجعل الطفل يقبل على الدواء وي**ظر فترات أخذ جرعات منه بفارغ الصبر، فالرفق يحسسه أن الأب يريد مصلحته بعيدا عن الا**قام بالاستفزاز والشتم والضرب أمام الملأ.
وهناك أمر مهم يجب أن ن**به إليه وهو ربط قلوب أبنائنا بالله عز وجل تحبيبا أكثر منه تخويفا، ليستشعر حضوره معه في حضورنا وغيابنا فيتراجع عن فعل كل ما هو سيء وإن كان وحيدا.
وقد تستدعي المواقف أحيانا أدوية مرة كالتأنيب والزجر والوعيد و…، بعد تكرار المحاولات وربط الأسباب السيئة بال**ائج السيئة مع تقديم أمثلة واقعية يعايشها الابن ويلمس من خلالها عواقب بعض التصرفات المشينة وما تجلبه من ألم وشقاء, كما لا يجب إهمال أهمية النصائح التي تكون عبارة عن رسائل مكتوبة نقدمها لهم في مناسبات معينة أو فترات عمرية محددة أو…حتى تبقى خالدة معهم يستفيدون منها ورفقاؤهم وقد تفيد أبناءهم بعدهم.
