اطفالنا والموبايل

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
اطفالنا والموبايل

شد انتباهي وإزعاجي في آن واحد وأنا أرى احد الأطفال يبكي ويحتج لان والدته لم تشتر له ما يريد.وفي معظم الأحيان يكون بحاجة إلى لعبة جميلة رآها في محل وامتنعت الأم من شرائهااما عقابا له أو لعدم إمكانيتها الشراء.لكننا هذه الأيام نجد بعض الأطفال الذين لم تتعد أعمارهم العاشرة يبكون ويقفون أمام احد محلات بيع الموبايل ويطلبون شراء احد الأجهزة.

والغريب أن احد الأطفال من بين بكائه كان يقول لامه ما أريد (تلفون سيار ).. وفي حين تركته الأم وابتعدت عنه قليلا حتى يلحق بها تشبث هو في مكانه وعيناه تأكلان واجهة المحل وهو يقول أريد (دمعة أريد دمعة).وما بين الدب والدمعة أسماء تلفونات النقال التي اعتاد العاملون في تجارتها على إضافة ألقاب مختلفة إليها تقدمت من الطفل لوهلة سألته لماذا تبكي ياحبيبي؟؟ فلم يرد.. واستمر يردد كاسطوانة مشروخة أريد دمعةتم بعد ذلك وضعت يدي على كتفه وقلت له كيف تريد دمعة وأنت تملك كل هذه الدموع .. نظر إلي بتعابير غاضبة لتعود أمه سريعا خوفا عليه لكنني حين تحدثت إليها اطمأنت لتجيب (والله ما ادري ايش أسوي يشتي الموبايل إللي أسمة دمعة مثل صاحبه) وبصراحة ما فيش معي قيمة للموبايل لا دمعة ولا حتى ضحكة (وضحكت)كثيرا حتى أدمعت عيناي .لكنه طفل ..ماذا ستفعلين ياوالدة.إنه التقليد والغيرة عند الأطفال من بعضهم فقلت لها أن هذا الجهاز العجيب يسبب لبعض العوائل إرباكا مادياً ونفسياً ولم يسكت الطفل طوال الوقت عن بكائه وعناده وهو يردد دمعة .. دمعة .. أريد دمعة ..وسحبته أمه خلفها مودعة وبقيت حكايتها وابنها عالقة في رأسي التي لا حول لها بتلبية طلبه بشراء الجهاز لأضيف لنفسي سؤالا أخر هل فعلا صغارنا يحتاجون الموبايل؟

اعرف كثيراً من العوائل يمتلك أفرادها جميعهم هذا الجهاز بمختلف أسعاره وأشكاله وألقابه ولا بأس فهو دليل على تطور التكنولوجيا التي دخلت بيوتنا عنوة لكن أن يكون لعبة في يد الصغار فهو مسألة تحتاج إلى إعادة نظر.وقالت إحدى السيدات التي اشترت لأطفالها أربعة أجهزة موبايل أصغرهم في الصف الأول وأكبرهم في الثاني ابتدائي .

وتقول: بصراحة الجهاز مهم جدا خاصة أثناء خروجهم من البيت أخاف عليهم والموبايل أسرع وسيلة لمعرفة أماكنهم والاطمئنان عليهم لم اعلق فهي وجهة نظر.سيدة أخرى اشترت لولديها الاثنين جهازي موبايل وقالت أحب أن اشتري كل شيء لأطفالي مهما ارتفعت قيمته هذه مسألة لا تعنيني المهم لا ينظرون لشيء بيد غيرهم من الأطفال هم لا يملكونه. أطفالها في الأول ابتدائي والثالث ابتدائي.وان كنا نريد أن نتحدث عن التكلفة المالية للجهاز وسعر المكالمات فهناك من يستخدم الجهاز ويتحدث به بمبلغ قد يكفي مصروف عائلة أكثر من خمسة أفراد لمدة أسبوع.

ولو دققنا لحقيقة الأمر بين العائلات التي تصر على شراء أجهزة الموبايل لأطفالها فقليل منهم بسبب الحاجة والغالبية بسبب الدلع والدلال والغيرة من الأطفال الآخرين كونه حاجة كمالية للتفاخر يصرف له المال الزائد وليس حاجة ضرورية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً