بقلم – ولاء صالح
اعتاد الانسان منذ القدم على تناول العسل نظراً لما يحتويه من مواد وعناصر غذائية هامة، كما استخدمه في علاج العديد من الأمراض.
يتكون العسل من 19 مادة حيوية وهامة لجسم الإنسان، منها البروتين والكربوهيدرات على شكل سكريات سهلة الهضم والامتصاص، وفيتامينات (ب1و ب2 و ب6) المفيدة في حالات شلل الأعصاب وتنميل الأطراف والأمراض الجلديةوالتهابات العين. ويحتوي أيضا على فيتامين “E” وأملاح الصوديوم والبوتاسيوموالكالسيوم والمغنسيوم والمنغنيز والحديد والنحاس والفسفور والكبريتوالكلورين ومجموعة أحماض الستريك واللكتيك والخليك والفورميك.
للعسل فوائد عديدة من أهمها:
له دور فعَّال في تنظيم ضغط الدم وزيادة نسبة الهيموغلوبين.
غذاء مثاليلزيادة القوة والطاقة وخاصة للأشخاص الذين يمارسون الرياضة.
يعتبر العسل مطهر وملين للأمعاء.
سريع الهضم ولا يمكث في المعدة طويلاً ويمتص بسرعة داخل الجهاز الليمفاوي ليصل إلىالدم.
يحتوي العسل على أحد الأحماض الدهنية والتي تقي من انقسام الخلايا عديدة الانقسام والنشطة، ولذلك يعد العسل من المواد المضادة للسرطان.
للعسل تأثير فيالتخفيف من حساسية الصدر والوقاية من الأمراض الصدرية.
يساعد العسل في علاج التبول اللإرادي نظراً لأنه يمتص الرطوبة حيث لديه قدرةعالية على امتصاص الماء.
ولكن على الرغم من فوائد العسل العديدة، الا أن العسل يطرح مشكلة هامة في تغذية الأطفال خلال السنة الأولى من العمر، حيث أكد باحثون في مركز مايو كلينيك الطبي على ضرورة عدم إعطاءالعسل للأطفال تحت سن سنة واحدة لأنه يعتبر مصدرا غنيا بأبواغ بكتيريا البوتيلينيوم Clostridium Botulinum التي تنتجالمواد المسببة لنوع نادر وخطير من التسممات والتي تؤثر على الجهاز العصبي للأطفالوالتي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة. حيث أن الأطفال تحت سن العام لم يطوروا بعدالبكتيريا المفيدة في قنواتهم الهضمية والتي تتحكم بأبواغ بكتيريا البوتيلينيوم وكذلك حامض المعدة والجهاز المناعي لدى الأطفال تحت سن العام لا يسمح لهم بمقاومة هذه البكتيريا، الأمر الذي يؤدي الى تسمم الأطفال ووفاتهم في بعض الأحيان، لذا ينصح بعدم إضافة العسل إلى طعام أو شراب الطفل أو حليبه أودوائه.
تظهر أعراض الإصابة بالتسمم البوتيليني لدى الرضع والتي تشمل الإمساك الشديد، ضعف التغذية، وبكاءه الضعيف الخافت، وكذلك عدم مقدرة الطفل على التحكم في حركة الرأس، ضعف عام في الجسم، فشل في نموه الطبيعي ثم الوفاة المفاجئة حيث أثبتت دراسات أن من بين كل ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم من شهر الى شهرين مصابين بالتسمم البتيوليني طفل واحد قد يتعرض للوفاة.
هناك أنواع عديدة للعسل حيث يختلف نوع العسل حسب مصدر الرحيق سواء أكان من الزهور أَم الافرازات النباتية أَم الأخرجة التي تتركها الحشرات. ويختلف تبعاً لذلك لون العسل ورائحته وطعمه والقابلية للتبلور وحتى بعض مكوناته ولو بنسبٍ قليلة، وهناك عوامل أخرى أيضاً تؤثر على صفات العسل مثل نوع التربة والعوامل الجوية.
*مستشارة أنظمة السلامة الغذائية بشركة طلال أبو غزالة وشركاه للاستشارات
