المخاطر الخفية لمواد بناء المنازل

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

من المحتمل أن تكون المنازل التي تم بناؤها او خضعت لأعمال تجديد شاملة خلال الفترة 1960-1990 تحتوي على مواد عالية السمية ويرجح أن تطلق كميات كبيرة منها خلال أي أعمال تجديد.

لقد ولت تلك الأيام التي كان الحرير الصخري أسبستوس ومنتجات أخرى تستخدم فيها للحفاظ على الأخشاب أو المواد اللاصقة التي تعتمد على الكاربولينيوم (مادة لزجة قابلة للتحلل في الماء لونها بني داكن وقابلة للاشتعال وهي خليط من مكونات قطران الفحم راحتها مثل القطران) غير أنها موجودة وبكثافة في المنازل وقد تنفث سمومها عندما تبدأ أعمال التجديدات.

تقول إيفا ينولدز-بوستينا، التي تعمل مع رابطة شركات البناء الخاصة في برلين، إنه يتعين إجراء فحص شامل قبل التجديد. وأضافت أنه ينبغي توخي الحذر بشكل خاص لدى التعامل مع المباني التي تم انشاؤها او تجديدها إبان سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

وأكد هانس اولريش-رايثل من معهد البيئة في ميونيخ، أنه ينبغي توسيع هذه القاعدة لتشمل المنازل التي أنشئت في الستينيات أيضا، خاصة في حالة المنازل التي تحتوي على كثير من الأخشاب. وأشار إلى المنتجات التي تحوي مادة دي دي تي وليندين وبي سي بي التي كانت شائعة الاستخدام، ثم سحبت من الأسواق بعدها. يقول اولريش-رايثل: المواد الضارة في المنازل لا يمكن رؤيتها أو شم رائحتها دائما موضحا أن المواد السامة التي تستخدم لحفظ الأخشاب عادة ما تكون طويلة العمر نسبيا وينصح بالتحري بدقة في شركات البناء، وطلب إجراء تحاليل إذا ما انتاب العميل الشك.

خلال عملية التجديد يجب إزالة كل ما يغطي الحوائط وكذلك العوارض الحديدية، وحيثما تعذر، يتعين طلاؤها بطبقة دهان واق لمنع تسرب السموم إلى داخل المنزل. الأرضيات الخشبية (الباركيه) القديمة قد تكون مصدرا لهيدرو كربونات أروماتية متعددة الحلقات أو ما يطلق عليه اختصارا (بي ايه إتش) وهي مركبات كيميائية تتكون من حلقات أروماتية مدموجة وعديد منها يعرف عنه أنه مسرطن. هذه المواد السامة عرفت طريقها للاستخدام على نطاق واسع إبان اوائل القرن العشرين وحتى اوائل سبعينيات القرن، بل وامتد استخدامها لما بعد ذلك في بعض البلدان.

يقول ديرك بيترسن من هيئة حماية المستهلك في ألمانيا مسألة إزالة الباركية المطلي بمواد سامة تتوقف على حالة الباركية  إذا كانت المسام البينية مغطاة بشكل جيد فلا داعي للمبالغة في القلق. لكن إذا كانت هناك ثمة ثغرات واضحة في الأرضيات وجزيئات صغيرة من الغراء تحتوي مواد سامة من المحتمل أن تظهر على السطح، فيتعين التفكير. إن إجراء تحليل لغبار المنزل او بقايا المواد اللاصقة سوف يظهر ما إذا كانت هناك بقايا للـبي ايه إتش او الـبي سي بي.

الأرضيات المصنوعة من مادة الـبي في سي الأقدم قد تحتوي على ألياف الحرير الصخري. إذا كانت الأرضيات سليمة ومثبتة بشكل جيد للأرض، فيمكن ببساطة لصق أرضية جديدة فوقها.

ويقول أولريش-رايثل إنه لا ينبغي في أي حال من الأحوال التعامل مع الأرضيات القديمة بمعدات، لأن ذلك ينتج غبارا ناعما يحوي ألياف الحرير الصخري، ويلجأ بدلا من ذلك بأي شركة متخصصة في إزالة هذا النوع من الأرضيات. الأرضيات المصنوعة من بلاطات بي في سي مرنة خلال فترة الأربعينيات إلى الستينيات من القرن الماضي تمثل مشكلة مماثلة ويجب تغطيتها إذا كانت لا تزال في حالة جيدة، وإلا فيجب إزالتها بواسطة متخصصين.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً