أهمية الاعتدال في حب الطفل

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

أهمية الاعتدال الطفل

إنّ حب الوالدين للطفل امر مشروع وفطري، وهو كذلك المحور الرئيس الذي ينبني عليه كفاح الوالدين وكدهما. ومن الناحية النفسية والبيولوجية فإن حب الطفل أمر مُسلّم به حتى لو كان عاقا او مشاغبا لانه جزء مادي، نفسي، عاطفي من الوالدين. ويقول علماء الاجتماع إن فلسفة حب الطفل يجب ان تبنى على عدم الافراط وعدم الاهمال، فلكليهما آثاره السلبية. وبالرغم من ان الوالدين يبذلان قصارى الجهد لتنشئة وتربية أولادهما حتى بلوغ الهدف بالتعليم والنجاح وبناء اسرة .. وهكذا، وبالرغم من النوايا الحسنة المخزونة في قلوب الأهل إلاّ أن هنالك حكمة تقول «الطريق إلى الكوارث مرصوف دائماً بالنوايا الحسنة» فالافراط في الحب كعدمه، وعلى الوالدين ان يحبا ابنهما بشكل صحيح ومعتدل وعلى الآباء والأمهات تذكر ما يلي في هذا الجانب:

أهمية الاعتدال الطفل

1- عدم المبالغة في الحب:

ان المبالغة في حب الطفل تعدل العقاب من حيث النتائج، فالآباء الذين يبالغون في التمسك بالنظام والانضباط إنما يفكرون في مصالحهم أولاً وليس في مصلحة الطفل الذي يحبونه، فهم بالأساس اذ لم يضعوا قواعد للانضباط، وحدوداً حاسمة لأخطائه، فستكون مسلكياته محببة او يغضون الطرف عنها انطلاقاً من حبهم المفرط له، وهذا ليس محمود العواقب لطفلهم.

2- عدم المبالغة في الحماية:

إن المبالغة في الحماية والعناية تشويه لصورة الحب، وحسبما يقول المثل الإنجليزي: «إن بالغت في العناية بالقط فكأنك تقتله»، فبالمبالغة في حماية الطفل تحرمه من مواجهة حقائق الحياة الخشنة وظروفها الصعبة، مما لا يتيح له فرصة التعلم على كيفية مغالبة الحياة ومصاعبها والافراط في الحماية يجعل الطفل اتكالياً يعتمد على الغير دائماً، وإن لم يوجد هذا الغير فإن الطفل ينشأ نشأة لن تؤهله للنضوج العاطفي والنفسي، مما سيرتب عليه كوارث عاطفية وانفعالية مستقبلاً.

3- لا تكذب على الطفل بدافع الحب:

إنّ الطفل قادر على اكتشاف الخداع، إذا كذبنا عليه تحت شعار الحب، فالتناقض بين الحب والكذب يقود إلى نشأة الطفل على الشك والغضب والارتباك فالحب الصحيح هو المبني على الصدق والأمانة ويجب على الوالدين ان يشرحا وباقناع أسباب المنع والمنح فيما يتعلق بالأفعال أو الأقوال التي لا يرغبانها في ابنهما.

4- أحبب طفلك بدرجة تمنحه الثقة بالنفس، والإيمان بقدرته الذاتية على تنمية قدراته واستثمار ملكاته وتطويرها.

وعلى الوالدين ان ينسيا اخفاقاتهما في بلوغ أهدافهما فيجعلا في ابنائها وسيلة لتعويض ما فاتهما، فالذي لم يستطع دراسة الطب مثلاً.. يجب أن لا يفرض على ابنه ذلك ان كان هذا الابن لا يرغب بدراسة الطب، وهكذا، فاتركوا العنان لابنائكم تحت الاشراف والرعاية لكي يختاروا حياتهم وامنحوهم الفرص والتشجيع.. وساعدوهم في الوصول لطموحاتهم طالما هم في الطريق السوي. وعليكم التسليم بأن مقاييس الحياة بالنسبة لهم هي غير تلك التي تؤمنون بها، فلكل عصر سياقاته ومقاييسه.

5- تجنبوا ان تورطوه في نزاعاتكم الأُسرية:

إذا كنتم تحبون ابنكم، فلا يجب أن ينخرط في اختلافاتكم وان لا يكون طرفاً ولا مُحكّماً فيها.
إن المبدأ السليم والأساسي للتعبير عن حب الوالدين لابنهما، هو ذلك الحب الذي يراعي مصلحته، ويبني الثقة بنفسه مع تشجيعه على الابتكار والابداع واحترام ميوله ومواهبه، ومنحه حق الاختيار والحرية المسؤولة، والسماح له بإبداء وجهة نظره دون خوف او خجل، ضمن اطار المراقبة والرعاية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً