العنف الاسري ضد الاطفال

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

العنف الاسري الاطفال

أصبح العنف الأسري الموجه للاطفال مشكلة متفاقمة وتتميز بمعدلات ترتفع بشكل سريع
والعنف الأسري ضد الأطفال تترتب عليه نتائج خطيرة جدا طبعا نتائج العنف تتراكم في نفس الطفل إلى ان تهلك تلك النفس وتغير الكثير من صفات الطفولة البريئة فيها فالعنف ضد الأطفال يسرق ربيع حياتهم ويقطف ورود حقولهم ويرمي بها إلى عمق الوادي
الطفل كتلة من التألق والفرح والأمل والعنف ضده يحرق تألقه ويسرق فرحته وينتزع الأمل من نظرة عينية وكم سمعنا من قصص عنف مأساوية ذهب ضحيتها الأطفال والكبار أيضا
وللعنف الأسري ضد الأطفال عدة أشكال وألوان ولكن كلها تندرج تحت مسمى واحد العنف بعضها تكون نتائجه أكثر خطورة عن غيره في المدى المنظور أو المدى البعيد

العنف الاسري الاطفال

أشكال العنف الأسري ضد الأطفال

1- الضرب هو وجه من أوجه العنف ضد الأطفال البعض يقدم على ضرب الأطفال بهدف العقاب والتأديب لقيامهم بعمل سيء وللأسف الضرب لا يجدي نفعا بل يجعل الطفل أكثر سوءا وأكثر تعندا وهناك من يتخذ من ضرب الأطفال منفذ له لينفس عن ذاته ويفرغ شحنات الغضب من داخله والضحية جسد الطفل الرقيق

2- الكلام الخادش للكرامة والجارح هناك من يسمع أطفاله كلام قاسي جدا يجرح كرامتهم وكبريائهم ويكون له تأثير حد السيف في النفس ويخلف وراءه جراحا عميقة قد لا تتمكن الأيام من مداواتها

3- الحرمان وخاصة حرمان العاطفة البعض قد يلجأ إلى حرمان الطفل من الكثير من حاجاته الضرورية لفترات طويلة كعقاب له وهذا يؤثر بقوة على الطفل ولعل حرمان الطفل من العاطفة هو اكبر أنواع عنف الحرمان إيلاما فالعاطفة حجر الأساس في تربية الطفل وتدعيم شخصيته وعند حرمانه منها سيفقد ركنا لا يستهلان به في شخصيته صحيح ان الحرمان عقاب فعال ولكن علينا ان نعرف أسلوب الحرمان الذي يربي الطفل ويقوم سلوكه ولكن لا يؤثر في نفسه ويقترب من مرحلة العنف

4- التفريق بالمعاملة أيضا تصنف عنف موجه ضد طفل معين وهذا أمر له تداعيات خطيرة على الطفل الذي يعاني من التفرقة وعلى الأطفال الآخرين الذين يفرق بينه وبينهم

نتائج العنف الأسري ضد الأطفال

من المؤكد ان لكل فعل ردة فعل عليه والعنف الممارس على الطفل له ردات اهتزازية سيشعر بها الجميع بما فيهم مصدر العنف وان أردنا ان نجري مقارنة بين طفلين احدهم يربى بطريقة سليمة لا عنف فيها والثاني يمارس ضده العنف المتنوع لوجدنا ان هناك فرق شاسع بينهما والكفة تميل لصالح الطفل الأول الذي يربى بطريقة سليمة بينما الطفل الثاني لديه مشكلات جمة سببها العنف ضده ومن أهم نتائج العنف ضد الأطفال :
1- فقدان الطفل الثقة بنفسه ويصبح طفل مرتبك لا يمتلك أدنى مقومات الثقة بنفسه
2- العنف يزرع الخوف في قلب الطفل والطفل الذي يتملكه الخوف يخطئ كثيرا بسبب خوفه الذي يفقده التركيز والتفكير السليم
3- الطفل الذي يعانى من العنف يكون مكسورا أمام أقرانه وضعيف الشخصية وغالبا ستعرض للعنف منهم أيضا لعدم ثقته بنفسه على انه قادر على الدفاع عن نفسه لان هناك من حطم شيء في نفسه من الصعب إصلاحها
4- قد يعاني الطفل المعنف من مشاكل وأمراض نفسية كثيرة مثل الاضطرابات النفسية والكآبة وغيرها
5- مظاهر العنف لا ينساها الطفل بل تبقى معه حتى يكبر وخاصة ان عانى عنف قوي وتؤثر في شخصيته
6- الطفل المعنف سيتأثر بالعنف وتتأصل فكرة العنف في نفسه وهو سيصبح في المستقبل رب أسرة وما مورس عليه هناك احتمال كبير ان يمارسه على أبنائه ومن جهة معاكسة قد يقدم هذا الأب على فتح الأبواب أمام أولاده في المستقبل لا يعمل على استخدام أي أسلوب قاسي معهم لأنه لا يرغب ان يعاني أولاده مما عانى منه هو شخصيا وهنا ان تمتع أولاده بحرية مطلقة سيسبب لهم أيضا الكثير من المشكلات ومردها الأساسي هو العنف الذي مورس من قبل على الأب ودفعه للتعامل مع الأطفال بحرية مطلقة فاسدة
7- العنف يولد الحقد والكره في القلب ضد من يمارس العنف لذلك نجد أحيانا اسر لا تجد فيها أي ترابط اسري بل مفككة الأولاد لا يكنون الحب والاحترام للأهل لأنهم لا يرحمونهم بل يعنفونهم وغير ذلك الكثير والكثير
8- العنف يدفع الأطفال أحيانا إلى الانتقام من الأهل بشيء يحبونه أو يتعمدون توجيه الاهانة لهم مثلا قد يرغب الطفل برد العنف على أهله بان يسيء إلى سمعة العائلة فيقدم على ارتكاب جرم السرقة وهنا هو غير راغب بالسرقة ولكن راغبا بالانتقام من الأهل وتوجيه الاهانة لهم وغيرها الكثير من التصرفات الانتقامية التي يمكن للأطفال القيام بها
9- الفشل العام في حياة الطفل المعنف أمر وارد وبقوة والفشل قد يطال دراسته أو علاقاته الاجتماعية وغيرها وهذا الفشل يدمر مستقبل الطفل وخاصة ان اقنع نفسه انه فاشل لا جدوى منه

الخاتمة

أطفالنا هم فلذات أكبادنا وهم أمانة في أعناقنا صحيح أنهم أبناؤنا ولكننا لا نمتلكهم بل هم لله وما سنفعله بهم سنسال عنه يوما لا ينفع فيه إلا العمل الصالح
ودوما زارع الشر هو حاصده الأكبر ومؤكد أننا ان أحسنا تربية أولادنا نحن من سيتمتع بخيراتهم قبلهم وان أسأنا تربية أطفالنا سنعاني من نتائج الامر قبل ان يشعر بها الأطفال وهل هناك إساءة اكبر من العنف يمكن ان توجه للطفل وان تعامل الوالدين بالحب والعاطفة مع الطفل كانت النتائج باهرة ورائعة تعود على الأسرة بأكملها .

‫0 تعليق

اترك تعليقاً